شيخ القنديل عضو مميز
عدد المساهمات : 97 نقاط : 10496 السٌّمعَة : 14 تاريخ التسجيل : 17/12/2010
| موضوع: النفس الأمّارة بالسوء السبت ديسمبر 18, 2010 5:08 pm | |
| النفس الأمّارة بالسوء محمد حسين فضل الله "ونَفْسِي بِخِيانَتِها، وَمِطالي". جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: (إن النفس لأمّارة بالسوء إلا ما رحم ربّي) [يوسف: 53]. إنّ نفس الإنسان هي غرائزه، وشهواته وأطماعه وأحلامه وآماله في الحياة. لكن من تخون النفس؟ ألا تخون نفسها عندما تخون الله في ما عاهدته عليه بالطاعة. عندما تقول: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمّداً رسول الله" فذلك عهد بينك وبين الله، تشهد الله على قلبك أنك تشهد أنه الربّ الذي يعبد، وأن رسوله هو الرسول الذي ينبغي أن يطاع في ما أرسله من رسالة، فنفسك تخون عهدك، وتخونك أيضاً في مستقبلك، لأن النفس عندما تنحرف عن طاعة الله، وتقف بالإنسان على معصيته، فإن هذه خيانة للمصير. شهوات الإنسان وغرائزه وأحلامه، يراد لها أن تبني للإنسان حياته، ثمّ تعينه على أن يصل إلى الله بطريقة ينطلق فيها مصيره أمام الله بشكل ناجح وجيد، فالنفس عندما تبعد الإنسان عن الله فإنها تخون مصير الإنسان ومستقبله. "ومِطالي" مأخوذة من المطل، والمطل: هو التسويف بالوعد مرة بعد أخرى، أليس لكم على بعض الناس دين، وعند المطالبة بهذا الدين يقال لكم غداً وبعد غد، فالنفس عليها دين في أن تتوب إلى الله سبحانه وتعالى أيضاً، لكن بدلاًَ من أن تتوب اليوم نراها تؤجل ذلك إلى الغد وإلى بعد الغد وهكذا، هذه هي المماطلة التي تأتي من طول الأمل، وحب الشهوة، وفيها يقول الشاعر: لا تقل في غد أتوب لعلّ الغد يأتي وأنت تحت التراب | |
|