شيخ القنديل عضو مميز
عدد المساهمات : 97 نقاط : 10496 السٌّمعَة : 14 تاريخ التسجيل : 17/12/2010
| موضوع: النقـد.. ومحاسـبة النفس السبت ديسمبر 18, 2010 5:03 pm | |
| النقـد.. ومحاسـبة النفس النقد والمحاسبة أداتان رئيستان من أدوات تصحيح السلوك والفكر والشخصية الانسانية. فما من شيء في عالم الانسان يتصف بالكمال المطلق, وكل شيء في حياته يحتاج الى المراجعة والتنقيح والتصحيح والتسديد, ليخلص من الشوائب والنواقص والعثرات وأسباب الضعف والتخلف. والتسليم بهذا المبدأ, مبدأ الاعتراف بالنقص, وعدم توفر الكمال في عالم الانسان, هو الضمانة الأولى لتحقيق التكامل والنضج والاستقامة, فعندما يسلم الانسان أنه لابد وأن يخطىء, وأنه ليس بمستوى الكمال في كل فعل وموقف, ولابد وأن تصدر عنه الهفوات والزلات, ويقع في الخطأ والقصور بسبب الجهل, أو هوى النفس ونزغ الشيطان, أو القصور وعدم القدرة على إدراك الحقيقة, أو تحقيق الكمال, فانه يثبت الأساس والمنطلق في مسيرته التكاملية. أما الغرور الذي لايسلم بقصوره الانساني, أو تقصيره, فسوف لن يرضى بالاشكال عليه, ولن يخضع نفسه للمحاسبة والنقد الذاتي, وسيبقى موطناً للأخطاء والهفوات والتخلف, بعيداً عن السير التكاملي, والمستوى الأخلاقي والعلمي اللائق بالانسان. ان محاسبة الانسان لنفسه على خطئه وتقصيره بحق الله والناس ونفسه, علامة صحة في تفكير الانسان ودليل يقظة ضميره وحسه الأخلاقي. لقد اعتنت الرسالة الاسلامية كثيرا بتربية هذا الجانب المهم في شخصية الانسان, جانب النقد والمحاسبة الذاتية ,وقبول ذلك, ممن يوجهه اليه, في مجالات كثيرة من كتاب الله والسنة المطهرة. فقد دعت المبادىء والقيم الاسلامية الى محاسبة النفس والاحساس بالمسؤولية, وحثت الانسان على أن يراجع نفسه, ويقف وقفة تأمل معها, يراجعها ويحاورها, ويشكل عليها اشكال الخصم المتهم , وينقدها نقد الناصح الأمين, ويغور الى أعماقها ومداخلها المعقدة التي تحاول الإخفاء والاستخفاء واصطناع الأعذار والمبررات والمدافعة والمغالطة. ان من أخطر الحالات التي يواجهها الانسان في حياته العملية والفكرية, هي:حالة اعتبار كل مايصدر منه حسناً, ومتفوقاً ومتكاملاً, غير قابل للمناقشة, ولانقص فيه, مما يدفعه الى المغالطة والدفاع عن الخطأ, والاصرار عليه. وبدافع من الجهل أو التكبر والعناد, فلا يقبل المحاسبة, ولايستمع للنقد البناء الذي يوجه اليه. | |
|