بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :
فإن ذكر الله نعمة كبرى ،ومنحة عظمى ، به تستجلب النعم وبمثله تستدفع النقم ، وهو قوت القلوب ، وقرة العيون
وسرور النفوس ، وروح الحياة ، وحياة الارواح
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قل رسول الله صلى الله عليه وسلم
ألا أخبركم بخير أعمالكم وأكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم ،وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة ،ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ،ويضربوا أعناقكم ) قالو :بلى يا رسول الله قال : ( ذكر الله عز وجل ) رواه احمد .
وفي صحيح البخاري عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت )
وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول الله تبارك وتعالى : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إ‘ذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ،وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ،وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا ،وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة).
وقد قال تعلى
يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا ) الاحزاب:41
وقال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه :لكل شيء جلاء ،وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل .
ولا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما ،وجلاؤه بالذكر ،فإه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء .فإذا ترك الذكر صدىء ،فإذا ذكره جلاه. وصدأ القلب بأمرين :بالغفلة والذنب ، وجلاؤه بشيئين بالاستغفار والذكر.
الذكر أفضل من الدعاء لأن الذكر ثنا ءعلى الله عز وجل بجميل أوصافه وآلائه وأسمائه ، والدعاء سؤال العبد حاجته ، فأين هذا من هذا؟ ولهذا جاء في الحديث
من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين).وقراة القرآن أفضل من الذكر
من فوائد الذكر : 1) أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره .
2) أنه يرضي الرحمن عز وجل .
3)أنه يزيل الهم والغم عن القلب .
4)أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط.
5)أنه يقوي القلب والبدن.
6)أنه ينور الوجه والقلب.
7)أنه يجلب الرزق.
أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة.
9) أنه يورثه المحبة التي هي روح الإسلام.
10)أنه سبب اشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل.
11) أنه سبب نزول السكينة وغشيان الرحمة وحفوف الملائكة بالذاكر .
12) أن في القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى وأن الذكر شفاء القلب ودواؤه والغفلة مرضه.
13) أن الله عز وجل يباهي با لذاكرين ملائكته .
14) أن دور الجنة تبنىء بالذكر فإذا أمسك الذاكر عن الذكر أمسكت الملائكة عن البناء.
15) أن الملائكة تستغفر للذاكر كما تستغفر للتائب.
ولما كان ذكر الله بهذه المنزلة الرفيعة والمكانة العالية فأجدر بالمسلم أن يتعرف على فضله وأنواعه وفوائده
وقد ذكرت لكم بعض من كلام العلامة ابن القيم رحمه الله من كتاب (الوابل الصيب).
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته